د.هيثم الحسن: رفضت استقبالها كبرى مستشفيات المنطقة
القدس المحتلة- نجح قسم الجراحة العامة وجراحة الأوعية الدموية في مستشفى المقاصد الخيرية، بإجراء ثلاث عمليات جراحية معقدة ونوعية لحل مشاكل الأوعية الدموية واستئصال الأورام ذات الصلة بها. وذكر الدكتور هيثم الحسن رئيس القسم أن صعوبة تلك العمليات قد دفعت كبرى مستشفيات المنطقة لتفادي التدخل بها، وذلك نظراً لخطورتها العالية.
أجريت العملية الأولى لشاب كان يعاني من وجود ورم وعائي خَلقي نابض عند منطقة الفك الأيسر، حيث تبين جراء الفحوصات وجود عدة نواسير وعائية تغدي الورم، وقد تم إجراء العملية في وجه المريض لربط أربعة شرايين مغذية للورم ، مما أدى إلى تصغير حجم الورم بشكل كبير، وأكد الحسن: “على الرغم من خطورة العملية إلا أننا قد توصلنا إلى النتيجة المطلوبة دون الإضرار بأعصاب الوجه، حيث أخذ الورم بالاختفاء التدريجي، ولم يعد ورماً نابضاً كما تبين لنا أثناء المتابعة بعد العملية”.
وحول العملية الثانية أوضح الحسن أنه عملية معقدة تمت لفتاة كانت تشكو من تشوه في أعلى الحاجب الأيمن مع وجود كتل ورمية تحت الجلد، مما أدى إلى هبوط وتدلي الحاجب فوق العين، بالإضافة إلى وجود ورم كبير آخر في الرقبة ناشئ من قاع الجمجمة، وممتد إلى مدخل الصدر، وقد نجحت العملية في استئصال الورم بشكل كامل، واختفاء التشوه من الوجه مع المحافظة على سلامة الشرايين والأوردة.
كما نجح أطباء القسم باستئصال ورم سرطاني من فخذ فتاة عشرينية، كانت تعاني من وجود كتلة كبيرة تجاوز قطرها العشرين سنتيمتراً، وقد تمكّن الأطباء خلال العملية التي استغرقت ثلاث ساعات، من تحرير الشريان الرئيسى السطحي والأعصاب الفخذية، وعقب العملية تمكنت المريضة من السير بدون آلام أو مضاعفات.
وفي تعقيب له، قال الحسن: “لحسن الحظ فإن مستشفى المقاصد يحظى بطاقم كفؤ من الأطباء والممرضين، بقدرات عالية تصب كلها في صالح المرضى، متغلبين بذلك على الأزمات المالية التي يمر بها المستشفى خلال السنوات الأخيرة، حيث يستغل الطاقم ما تيسر له من أجهزة ومعدات طبية، وكافة الإمكانيات المتاحة له في الأشعة التشخيصية والفحوصات المخبرية، والمعدات الجراحية، من أجل تقديم الخدمة الطبية الأفضل لأبناء الوطن. فيما بات المرضى يدركون جيداً مدى تميز المقاصد في إجراء العمليات الدقيقة، الأمر الذي يستوجب على الجهات المختصة ورجال الخير في الوطن إلى تقديم المزيد من الدعم لصمود المستشفى في وجه سياسة الاحتلال الرامية لإلغائه”.
وعبر الحسن عن سعادته واعتزازه بنجاح القسم بإجراء تلك العمليات النوعية، والتي لم يكن لدى المرضى أي أمل في نجاحها، منوهاً إلى إجرء العديد من العمليات الدقيقة الأخرى لمرضى آخرين مصابين بمتلازمة الضلع الرقبية، الناتجة عن وجود ضلع زائد يضغط على الفتحة الصدرية العلوية، ومشيراً إلى أن بعض تلك العمليات كانت بمثابة إعادة لعمليات أُجريت خارج مشافي الوطن ولم تتكلل بالنجاح.
وفي سياق متصل، يشهد المقاصد إجراء المزيد من العمليات الجراحية النوعية على هامش زيارة وفد الجمعية الطبية الألمانية العربية إلى المشفى،والذي يضم عدد من جراحي العظام والأطفال والأوعية الدموية والأعصاب في ألمانيا.