وقدم المستشفى العلاج لمئات المصابين وناشد منذ الصباح أهالي القدس والضفة للتبرع بالدم لصالح الجرحى، وتزامن ذلك مع اقتحام مستمر وتواجد مستمر للجنود داخل أسوار المستشفى وداخل أقسامه.

وقالت إدارة مستشفى المقاصد الخيرية، إن المستشفى استقبل حتى الساعة الرابعة بعد ظهر يوم الجمعة، أكثر من مئة مصاب وما يزيد عن خمسين جريحا يوم الخميس؛ منهم عدد من الإصابات الخطيرة في الرأس والصدر والبطن،

كما قالت الإدارة إن عددا كبيرا من المصابين لم يستطع الوصول إلى المستشفى، بسبب حصار قوات  الجيش الإسرائيلي  للمستشفى بمئات الجنود من حرس الحدود والشرطة المدججة بالسلاح وقنابل الغاز والصوت التي أطلقت بكثافة في حرم المستشفى.

 واستنكرت الإدارة اقتحام ما لا يقل عن خمسين جنديا من قوات حرس الحدود، أقسام الطوارئ والعمليات وبنك الدم وأقسام أخرى بحثا عن مصابين، وأضافت أن المستشفى لم يتعرض لاقتحام بهذه البشاعة منذ الانتفاضة الأولى قبل نحو 30 عاما،

وتابع الببيان “: وكان من الممكن أن يشتبك الجيش مع الطواقم الطبية داخل أروقة المستشفى ويسقط شهداء وجرحى وذلك، بسبب صلافة جنود الاحتلال وفظاظتهم غير المتناهية وعدم احترامهم لأية أعراف أو مواثيق دولية طبية أو حتى آداب التعامل مع المرضى والطواقم الطبية”.

وطالبت إدارة المستشفى المجتمع الدولي والصليب الأحمر وكافة مؤسسات حقوق الإنسان بحماية المستشفى من “هذه الانتهاكات السافرة التي إن دلت على شيء فإنما تدل على همجية غير مسبوقة وعدم انصياع أو احترام لأي من المواثيق الدولية”.

وأضافت الإدارة في بيانها: “نشعر أننا في القدس نقف وحدنا تماما في وجه غطرسة لم يسبق لها مثيل وبطش لم نر مثله من قبل في الوقت الذي تصمت فيه الأصوات العربية والدولية، بل وتتسابق فيه بعض الحكومات العربية لتطبيع العلاقات وفتح جسور المودة مع حكومة اثبتت اليوم أنها بسماحها لدخول جنودها بالبساطير والأسلحة الرشاشة إلى غرف العمليات خلال إجراء عمليات جراحية معقدة، أنها لا تحترم البتة المواثيق الدولية أو الطواقم الطبية أو حرمة المرضى والمستشفيات الفلسطينية”.

وشكرت إدارة المقاصد تلبية المواطنين المقدسين لدعوات المستشفى إلى التبرع بالدم، مشيرة إلى أن أكثر من 220 مواطنا قد توافدوا للتبرع خلال الساعات الأخيرة ملبين نداء الواجب الإنساني، كما ستعلن عن حملات التبرع بالدم الفورية في حال لزم الأمر.