نظم قسم الخدمة الاجتماعية في مستشفى جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في القدس، المؤتمر الثاني لاضطراب طيف التوحد في فلسطين تحت عنوان “نتوحد لمساندة أطفال التوحد”، وذلك بهدف تسليط الضوء على أطفال التوحد، هذا بالإضافة إلى الاطلاع على آخر المستجدات المتعلقة بهذا المرض وطرق تشخيصه وعلاجه.
وتضمنت فعاليات المؤتمر الذي نظم في القرية السياحية بمدينة أريحا، مجموعة من المحاضرات المتخصصة، والتي قدمت على شكل أوراق بحثية وعلمية ناقشت ثلاثة محاور رئيسة أبرزها: التوحد من منظور طبي، التوحد من منظور نفسي واجتماعي وتربوي، التوحد من منظور علاجي.
وجرى المؤتمر بحضور كل من ممثل وزير الصحة د. وليد الخطيب، والمدير العام لمستشفى المقاصد د. بسام أبو لبدة، ورئيس قسم الخدمة الاجتماعية في المستشفى ومنسق المؤتمر أ. أحمد جاد الله، هذا إلى جانب مشاركة ثلة من أطباء الاختصاص والأخصائيين النفسيين والتربويين.
وخلال كلمته التي ألقاها نيابة عن وزير الصحة، قال د. وليد الخطيب أن هذا المؤتمر يؤكد على عمق العلاقة والتنسيق والعمل المشترك والدور ما بين وزارة الصحة الفلسطينية ومستشفى جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية، لاسيما أن وزارة الصحة تولي اهتماماً خاصاً لمرضى التوحد من خلال تشكيل لجنة وطنية خاصة بمرض التوحد، آملاً أن يوحد هذا المؤتمر كافة الجهود للعمل المشترك في تشخيص وعلاج مرضى التوحد.
بدوره أكد الدكتور بسام أبو لبدة أن هناك اهتمام بمرض اضطراب طيف التوحد من قبل المختصين في المجال الطبي، نظرا لما لاضطراب التوحد من تأثير على مختلف الجوانب النمائية المختلفة للطفل وأسرته، وهذا يستدعي تضافر كافة الجهود على مختلف المستويات لضمان تقديم الخدمات والبرامج التي من شأنها أن تساهم في تلبية احتياجات هؤلاء الأطفال وتساعدهم على التعلم والتطور ضمن إمكاناتهم، مستعرضا دور العوامل الوراثية في حدوث اضطراب طيف التوحد لدى الأطفال.
من جانبه أشار أ. أحمد جاد الله أن مستشفى المقاصد يسعى من خلال هذا المؤتمر إلى تسليط الضوء على اضطراب التوحد في ظل نقص المراكز العلاجية التي تعنى بهؤلاء المرضى، هذا إلى جانب توفير مركز وطني متخصص في اضطراب طيف التوحد يأخذ على عاتقه خطة وطنية متكاملة لمتابعة اضطراب التوحد من خلال ايجاد طاقم متخصص يضم أطباء من الأخصائيين في تخصصات الأعصاب والطب النفسي والأمراض الوراثية وأخصائيين اجتماعيين ونفسيين والتربية الخاصة وعلاج النطق، يكون لديهم الخبرة الكافية في مجال تدريب الطواقم العاملة في مجال التوحد، والاشراف على المراكز العاملة في التوحد واعطاء التراخيص اللازمة لهذه الجمعيات والإشراف عليها.
وحول مرض التوحد من منظور طبي أوضح الدكتور مطيع الأشهب “أن مرض التوحد هو مرض جيني وهناك عوامل بيولوجية وبيئية تلعب دوراً في ظهور أعراض المرض والتي تشمل ضعف التواصل والتفاعل الاجتماعي وعدم تطور اللغة كما يجب مع ظهور سلوكيات نمطية غير طبيعية، وأن الكشف المبكر يساعد في التدخلات العلاجية المبكرة ضمن فريق متكامل”.
وتفيد الدكتورة جمان طنوس نجار مديرة مدرسة سوا للطلاب المشخصين على طيف التوحد من مدينة الناصرة “أنه في ظل النسب العالية من اضطراب طيف التوحد يجب فهم الصعوبات التي تتعرض لها هذه الفئة وملائمة الاستراتيجيات للوصول إلى نتائج إيجابية من خلال منظومة تربوية علاجية مبنية ومدروسة ومراقبة، هذا إلى جانب دراسة الدوائر المحيطة بهم حتى نسهل عليهم عملية الاندماج في المجتمع وأيضا وضع اليات مناسبة للمجتمع في كيفية التعامل مع هذه الفئة”.
وفي نهاية المؤتمر أوصى المشاركون بضرورة إنشاء مركز وطني متخصص لمتابعة وتشخيص اضطراب طيف التوحد، والتواصل مع ذوي الاختصاص في مجال اضطراب التوحد في مدينة الناصرة للاستفادة من خبراتهم في برامج التوعوية والارشادية التي تخص هذه الفئة، مطالبة وزارتي الصحة والتنمية الاجتماعية بضرورة توفير مراكز إرشادية لدعم ومساندة أولياء اطفال التوحد ومساعدتهم على مواجهة الضغوطات النفسية والاجتماعية والاقتصادية، والعمل على تأهيل الطواقم العاملة مع فئة اضطراب طيف التوحد، وخاصة العلاج الوظيفي، ضرورة توفير طواقم مؤهلة للعلاج السلوكي والمعرفي لتدريب أطفال التوحد.