قالت إدارة مستشفى المقاصد الخيرية الإسلامية في مدينة القدس المحتلة أن الجيش الإسرائيلي اقتحم المستشفى سبع مرات خلال الأشهر القليلة الماضية، علماً أن المقاصد هو المستشفى المركزي الفلسطيني، وهو الوحيد في القدس الشرقية المجهز بقسم للطوارئ.

وأوضحت الإدارة في تقرير لها، حصلت «الحياة» على نسخة منه، أن قوة كبيرة من الجيش اقتحمت المستشفى في 16 أيلول (سبتمبر) الماضي، وقامت بعمليات تفتيش في أقسام الطوارئ والأطفال والباطني وغرف التمريض والأطباء بدعوى البحث عن شبان رشقوا حجارة خلال مواجهات مع الجنود قرب المستشفى الواقع في حي الطور.

وأضاف التقرير: «في الأسبوع الأول للهبة الشعبية، اقتحمت القوات الإسرائيلية مرة أخرى مبنى المستشفى مدججة بالأسلحة الممنوع دخولها إلى المستشفيات والمؤسسات الصحية، ودهمت قسم الأشعة بحثاً عن المصابين الذين كانوا يفدون إلى المستشفى لتلقي العلاج، وفتشت قسم الطوارئ الذي يستقبل المصابين».

وأضاف التقرير: «في نهاية الشهر ذاته، عاش المرضى والعاملون في المستشفى ثلاثة أيام متتالية من الاقتحامات المتكررة، إذ ادعت قوات الاحتلال البحث عن ملف طبي لأحد جرحى المواجهات في القدس، والبالغ من العمر 16 سنة، كما فتحت تحقيقاً أمنياً مع الأطباء والممرضين الذين تعتقد إسرائيل أنهم أشرفوا على حال الشاب، وجرت مصادرة أجهزة حاسوب من قسم الإدارة». وزاد: «اقتحمت الشرطة الإسرائيلية ساحة المستشفى أثناء تنظيم وقفة احتجاجية بالتعاون مع شبكة مستشفيات القدس الشرقية ومنظمة الصليب الأحمر وعدد من الهيئات الحقوقية المحلية والدولية للتنديد بالاقتحامات والممارسات الإسرائيلية التعسفية».

ونفذ العاملون في المستشفى سلسلة اعتصامات على الاقتحامات المتكررة تعرضوا خلالها إلى إلقاء القنابل المسيلة للدموع لتفريق اعتصامهم. وقال المدير العام للمستشفى الدكتور رفيق الحسيني إن الغاز المسيل للدموع وصل إلى قسم العناية المكثفة للأطفال الخدّج. وأضاف: «لحسن الحظ، فإن ممثلين عن منظمة الصليب الأحمر كانوا موجودين في ذلك اليوم الذي نظمنا فيه الوقفة الاحتجاجية، إذ أسرع ممثل الصليب في الاتصال بالجهات الإسرائيلية من أجل التوقف عن أعمال العنف التي تمارسها في ساحة المستشفى متعالية على الأعراف والمواثيق الدولية التي تضمن حرمة المستشفيات».

وأضاف التقرير انه في التاسع من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، سجّل اقتحام جديد للمستشفى بزعم البحث عن أحد الشبان الجرحى، اذ دهمت قوة من حرس الحدود ساحات المستشفى وانتشرت في ساحته الأمامية، فيما اقتحم جنود، برفقة المخابرات، مبنى قسم الإدارة والطوارئ، وبحثوا في حاسوب الإدارة وحاسوب الطوارئ للمستشفى عن ملفات أحد الشبان المقدسيين.

وأصدر مسؤولون في عدد من وكالات الأمم المتحدة بيانا دانوا فيه الممارسات الإسرائيلية. وقال منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة روبرت بيبر في البيان: «إن الإجراءات التي تقوّض قدرة العاملين في مجال الصحة على توفير الرعاية للمحتاجين تشكل انتهاكات للقانون الدولي»، مضيفاً أن «سلوك قوات الأمن الإسرائيلية خلال الدخول المتكرر إلى مستشفى المقاصد الأسبوع الماضي أمر غير مقبول، ويجب ألا يتكرر».

وقالت شبكة مستشفيات القدس الشرقية التي تضم ستة مستشفيات هي المقاصد، والمطلع، والفرنسي، والهلال الأحمر، والأميرة بسمة، والعيون، أنها وجهت دعوات إلى المؤسسات الحقوقية والإنسانية والصليب الأحمر للتدخل العاجل، وطالبتها بإلزام الحكومة الإسرائيلية إزالة الحواجز الإسمنتية الموضوعة في محيط مستشفيات القدس الشرقية وفي الشوارع المؤدية إليها. وأضافت أن الإجراءات الإسرائيلية الجديدة، والحواجز الإسمنتية التي وضعتها السلطات في أحياء القدس استمرت بإعاقة وصول المرضى ومرافقيهم والموظفين من أطباء وممرضين، إلى أماكن عملهم لمدة تتجاوز سبعة أيام.